اتهمت الولايات المتحدة المغرب بممارسة انتهاكات بحق مواطنيها بزعم كبت حرية هؤلاء المواطنين الدينية.
وقال المراقبون إن هذه الاتهامات تأتي على خلفية الكشف عن مؤامرات تنصير مارسها أمريكيون في المغرب وقامت السلطات المغربية بطرد الضالعين فيها من البلاد.
وقالت صحيفة "الباييس" الأسبانية: "تم تشكيل لجنة بالكونجرس لدراسة وضع الحرية الدينية في المغرب، وتناولت هذه اللجنة حالات 100 مسيحي تم ترحيلهم من المغرب لقيامهم بعمليات تبشير هناك".
وأضافت الصحيفة: "فرانك وولف عضو مجلس النواب عن ولاية فرجينيا طالب سلطات بلاده بالتعليق على "طرد الأمريكيين بالقوة، وتسائل عن الصداقة الطويلة والعلاقات التي تربط بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية".
من جهتها دعت الإدارة الأمريكية سفيرها في الرباط صموئيل كابلان للاحتجاج على هذه الإجراءات ومطالبة المغرب بوقف عمليات الطرد على الفور، كما حرضت السفارة الأمريكية مواطنيها بعدم الانصياع لأي أوامر طرد.
تجريم التنصير
ويجرم القانون المغربي تحويل المسلمين عن الإسلام، ويعاقب عليه بالسجن ستة أشهر لكن السلطات دائًما ما تقوم بإبعاد الأجانب المتهمين بالتنصير بدلاً من محاكمتهم لتفادي الضجة والانتقادات من الخارج.
ويمثل المسلمون ما يقرب من 99 بالمائة من سكان المغرب الذي يسمح بحرية العبادة للمسيحيين وأغلبهم من الأجانب إلى جانب عدة آلاف من المواطنين اليهود.
وقال الوزير إن المغرب يسعى إلى دعم الاحترام والتعايش بين الديانات المختلفة لكنه أيضًا "يحمي مجتمعه الديني"، وأضاف "المغرب يرغب في تفادي صدام أو صراع بين الديانات. ليس من الضروري أن تقوم ديانة بتحويل مؤمن من دين آخر"، وأشار إلى أن أوضح هذا الموقف لممثلي الديانات الأخرى.
تمويل أمريكي
واستنادًا إلى منظمات معونة ودبلوماسيين غربيين، فإن ما يقرب من 70 من موظفي هذه المنظمات قد أبعدوا في مطلع مارس لمحاولة تحويل مسلمين إلى المسيحية، إلا أن مسئولين حكوميون يشيرون إلى أن 16 شخصًا فقط تم إبعادهم، وذلك فيما يبدو محاولة لتفادي الدعاية السيئة.
وقبل هذا العام استبعدت الحكومة المغربية في مناسبات متفرقة أعدادًا صغيرة من المبشرين الذين يتلقى أغلبهم تمويلاً من كنائس إنجيلية أمريكية لكن الحملة الأخيرة ضد منظمات تعمل في المملكة منذ عدة سنوات ترجح أن حكومة الرباط قد شددت موقفها.
ولم يؤكد الوزير المغربي ذلك، لكنه حذر من أن "الحرب بين الديانات خطيرة للغاية ولا يحتاجها العالم اليوم. ما الذي يفضله المسيحيون.. حفنة من المغاربة المتحولين أم النظام والهدوء بين المغاربة الذين لا يتأثرون بالتدخل الأجنبي في دينهم".