ي عالمنا الإجتماعي عليك أن تحدد لنفسك موقعا، وفي عوالم السلطة عليك أن تحدد ثمنك بنفسك، فإن ثمنت بأسعار بخسة سيفترض الناس أن هذا سعرك وقيمة شخصيتك، بينما لو خمنت نفسك بثمن مرتفع وتصرفت بوقار وكرامة، فإن من شأن ذلك أن يفضي إلى عظمة.
ومعنى ذلك أنه بالطريقة التي تتصرف وتثق بنفسك.. تقدم ذاتك للآخرين بأنك مولود كي تلبس تاجا.. عندما نؤمن بأنه مقدر لنا الإتيان بأشياء عظيمة، فإن هذا الإيمان يشع إلى الخارج تماما كما يفعل التاج هالة حول الملك. الإشعاع المنبعث من داخلنا يعدي الناس من حولنا حيث يجعلهم يعتقدون أن هناك أسبابا تجعلنا نشعر بالثقة إلى هذا الحد.
غلف أعمالك دائما بشيء من الإباء والأنفة ولو اضطرك ذلك لأن تحدد علاقتك بالناس المقربين ليس من باب الفظاظة والخشونة وإنما من باب الوقار واحترام المسافات، وبالطبع هناك فرق بين التكبر والكبرياء، بين التعالي والإباء.
الأقوياء لا يفقدون احترامهم لأنفسهم ولا يرفعون الكلفة أكثر من اللازم مع الآخرين بل تكون نزاهتهم مقياس استقامتهم، يمتنعون عن السلوك غير اللائق حتى لا يكون "ثغرة" لتدميرهم، فلئن تنظر إلى نفسك بهيبة تدهش من حولك لأن الترفع في الواقع هو القناع الذي ينبغي استخدامه في ظل الظروف الصعبة.