كم هلكت أمم بسبب خضوعها لنفسها وأهوائها بسبب شهواتها وكم انتهى أناس وضاعوا في ملذات الدنيا بسبب نفوسهم المريضة .
هذه هي النفس شهوة معاصي حب للذات إلا من رحم الله فالنفس أمارة بالسوء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) هكذا جسد البديع حالة النفس فهي لا تريد إلا ما يريحها دون أن تنظر إلى مصالحها أوتهتم بمستقبلها فقد وصف الله –تعالى- الإنسان بأنه ظلوم جهول فهوا لا يدري ما مصلحته وأين منفعته أو مضاره ؟
فمعظم محبوباته لا تكون في صالحه ومعظم مكرهاته تكون لمصلحته وهكذا ...
فلا يجب أن يكون معيار الإنسان على الإختيار حبه أو ميله أو نفرته وبغضه إنما يجعل شريعة الله ومنهاجه هي معياره ووسيلته للوصول إلى أهدافه فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات".
فالإنسان يجب أن يطيع الله بظاهره وباطنه حتى لو كان كارها لذلك فهذا ه الخير له .
فالله هو أعلم بمصلحة النفس فأنزل كتابا طاهرا ونبيا صادقا ليرينا مصالحنا ودستورنا ويهدينا إلى الطريق القويم أما من جعل دستوره هواه ورغباته فقد انحرف وذهب إلى طريق الضلال فمن أعلم بمصلحتنا الخلق أم خالقنا؟