كشف محامي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أن الرئيس الذي أُعدم شنقًا في 30 ديسمبر عام 2006 شنقًا في أحد سجون بغداد رفض عرضًا بالتخلي عن القضية الفلسطينية مقابل تخفيف العقوبة عنه.
وقال المحامي بديع عارف في تصريح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نشرته الخميس: "كنت أنا أول محام اختارتني عائلة صدام على رأس فريق الدفاع عن الرئيس الراحل، وكنت وقتها في ألمانيا بغرض العلاج".
وتابع: "جاء شخص لزيارتي (أثناء فترة وجوده بألمانيا)، ويبدو أنه عرف أنني من فريق الدفاع عن صدام من خلال ظهوري في عدة لقاءات تلفزيونية، وقال لي أعرف أنك تدافع عن السيد طارق عزيز (وزير الخارجية العراقي الأسبق) والرئيس صدام حسين".
واستطرد قائلاً: "عرض عليّ هذا الشخص أن تتم استضافتي في "إسرائيل"، إلا أنني استهزأت بكلامه ورفضته بشدة، إلا أنه طلب مني عندما ألتقي بصدام حسين أن أطلب منه التخلي عن الدفاع عن القضية الفلسطينية مقابل أن يتم تخفيف العقوبة عنه".
رفض العرض:
لكن الرئيس الذي كان تعتبره "إسرائيل" يمثل تهديدًا لأمنها رفض القبول بالعرض، وذلك حين علم به من محاميه، ومضى عارف قائلاً: "عندما ذهبت للقاء الرئيس أخبرته بما قاله الرجل "الإسرائيلي"، فاستهزأ وقال لي إن فلسطين ستظل في أم عيني".
ولطالما نظرت "إسرائيل" إلى صدام باعتباره يشكل الخطر الأكبر على كيانها، خاصة بعد أن استهدفها بالقصف بصواريخ "سكود" إبان حرب الخليج الثانية، وقد لعب حلفاؤها الذين كانوا يهيمنون على إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الدور الأكبر في التحريض على غزو العراق والإطاحة بنظام حكمه في عام2003، عبر التذرع بامتلاك بغداد لأسلحة الدمار الشامل.
وبعد شهور من الإطاحة به، أعلنت قوات الاحتلال الأمريكي عن اعتقال صدام في 13 ديسمبر 2003 في مزرعة تقع في بلدة الدور القريبة من مدينة تكريت شمال غرب بغداد مسقط رأسه، ثم أُعدم في 30 ديسمبر عام 2006 شنقًا في أحد سجون بغداد، بعد أن حوكم أمام محكمة جرى تشكيلها بقرار من "مجلس الحكم العراقي" الذي شكله القائد المدني للاحتلال الأمريكي آنذاك بول بريمر.