واصل موضوع السجن السري الخاضع لإشراف قوة عسكرية تتبع لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، تفاعله اليوم، بعد ظهور أول صور لمعتقلين تعرضوا للتعذيب فيه.
وحصلت فضائية الجزيرة على صور لأشخاص أكدوا أنهم تعرضوا للتعذيب في السجن الواقع في مطار المثنى العسكري قرب بغداد.
وروى أحد المعتقلين السابقين ما تعرض له من تعذيب على أيدي مسؤولي السجن. وقال: إنه تم الإفراج عنه بعد أن اكتشفت وزارة حقوق الإنسان العراقية السجن.
وأشار معتقل آخر إلى أن وسائل الترهيب تضمنت تعذيب أخٍ قبالةَ أخيه وابنٍ قبالةَ أبيه لإجباره على الاعتراف، مضيفًا أن التعذيب لم يتوقف إلا بعد أن زارت وزيرة حقوق الإنسان المعتقل.
وكانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز قد كشفت بدورها السجن الذي يحتجز فيه 431 كانوا قد اختفوا من محافظة نينوى شمالي البلاد منذ مارس الماضي عقب عملية استهدفت المقاتلين السنة.
ودعت منظمة العفو الدولية للتحقيق في قضية السجن الذي يديره لواء بغداد، وهي قوة خاصة خاضعة مباشرة للمالكي والذي كشف السجناء فيه أن أحدهم مات في يناير في إحدى زنزاناته تحت التعذيب.
اكتشاف المعتقل:
وكانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز قد كشفت يوم الاثنين أن مئات من السنة الذين اختفوا خلال الأشهر الماضية قد تم العثور عليهم في معتقل سري ببغداد نشأ في ظل ولاية مكتب المالكي.
وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها: إنه وقعت العديد من ممارسات التعذيب شملت الكثيرين حتى تمكنت وزارة حقوق الإنسان في العراق من التوصل إلى هذه المنشأة.
واعتقل الجيش العراقي المسلمين السنة في أكتوبر الماضي أثناء حملات استهدفت الجماعات السنية في مقاطعة نينوى، والتي كانت أحد أبرز معاقل تنظيم القاعدة في العراق.
وبحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز فقد زعم محافظ المقاطعة حينذاك أن المواطنين العاديين تعرضوا للاحتجاز أيضًا، حتى دون إذن بإلقاء القبض عليهم.
وقالت الصحيفة: "بسبب القلق من أن تقوم المحكمة بإصدار أمر بالإفراج عن المعتقلين، فقد حصلت القوات الأمنية على أمر من المحكمة ونقلتهم إلى بغداد، حيث تم احتجازهم بمنأى عن الجميع وعلم مسئولو حقوق الإنسان بشأن المرفق في مارس الماضي بعد أن التقوا بأسر المفقودين".
وأضاف لوس أنجلوس تايمز: "الكشف عن السجن السري يخشى أن يكون من شأنه إشعال فتيل التوتر في البلاد في وقت حساس للغاية في تاريخ العراق؛ لأن القوات الأمريكية على وشك الانسحاب، والمالكي يسعى مع المسئولين السياسيين إلى تشكيل حكومة جديدة".
احتجاجات على التعذيب بالموصل:
في السياق نفسه شهدت مدينة الموصل اعتصامًا نظمه المئات من أهالي المحافظة بينهم عدد من المعتقلين السابقين احتجاجًا على التعذيب الذي يمارس ضد أبناء المدينة في السجون السرية.
وطالب متحدث باسم مجلس شيوخ عشائر الموصل بوقف الاعتداء على كرامة المعتقلين.
يُشار إلى أن وزيرة حقوق الإنسان العراقية وجدان ميخائيل نفت أن يكون هذا السجن سريًا باعتبار أن فيه قاضيين وعددًا من المفتشين، مشيرة إلى أن كل ما في الأمر هو أن ذوي المعتقلين لا يعرفون بوجوده